Sunday, May 12, 2019

خمس قصص متقطعة عن امرأة تخطت الثلاثين


ما الذي يمكن أن تفعله امرأة معلقة من أهدابها؟
.في باحة مهجورة ومنسية، ترثى نفسها حتى ينقطع الوصل الأخير، فتسقط دون أمل
ما الذي يجب أن تفعله امرأة تناثرت أحلامها تواً على قضبان ترام قديم وهي حبيبة البحر
لم تعد ترى البحر، لاترغب في الجري نحو الشاطيء، كل ما ترغب به النهاية حيث كل 
الأحلام باتت حزينة
......................
"وسيب على جبينا أثر خطوتك"

تسقط من التعب بعد أيام من العمل المتواصل، فناجين القهوة متناثرة، الموسيقى التسعينية 
تعيد لها أحلام قديمة، تتفقد الإيميل حتى لا تتجاوز الموعد النهائي لتسليم العمل، تسقط
  في نوم سريع دون أن تدرك، كل ما تتذكر أن اليوم أكثر قسوة مما تخيلت، أكثر صعوبة وملل
امرأة ثلاثينة ظهرت برأسها شعرة بيضاء لا تبذل جهدا في إخفائها فقط تتسائل متى حدث كل هذا
كيف عبرت تلك السنوات فجأة، تتذكر أن كل ما يشغلها كان كيف يمكن أن تستمتع بالموسيقى
تحت المطر أو على البحر أو وهي تشرب النبيذ الذي تخبئه في حقيبة خلف باب غرفتها، الآن كأنها
 تنظر لنفسها من خلف زجاج، تلك امرأة أخرى تفعل ما تفعله النساء، تطهو وتجري على العمل
 وتحمم الأطفال وتنظيف الأرضيات وتنشر الملايات وتحادث السوبر ماركت ما الذي جاء بي لهنا؟
..................

"خمس دقايق بس تنسمع ها الموسيقى"

لا أختلف عن فيروز في أغانيها كثيرا، أنا حقا فزعانة، ولا رغبة لي سوى خمس دقائق أرى فيهم
نفسي القديمة، أنظر على أخراي فأجدني على شاطيء بحر في رحلة ما وأقول لنفسي أنا محظوظة
 أن أبي سمح لي بالخروج لأيام، أحسد نفسي على الحرية التي أحصل عليها كل يوم،أشرب سيجارة
.وأقرأ وأسمع موسيقى وأحلم أشياء أفتقدها بعد عشر سنوات

منذ عشر سنوات كاملة خطوت نحو الحب لكني تركت شيئا لا أعرفه خلفي، ربما فتاة أكثر جرأة
منّي عشر سنوات لا أعرف كيف وجد الشيب فيهم طريقا لشعري، لا أعرف كيف أجد طفلتين
تتشبثان بذيل فستاني، ولا أعرف كيف يمكنني أن أنجو من حزني الذي صار يتراكم ويتراكم حتى
.أصبح صرحا كبيرا

أقول لنفسي أحيانا كثيرة، أنتِ محظوظة على الأقل لديك من الحب الكثير، لكن تقول طبيبتي لابد أن
 أجد لنفسي طريقا للعودة، أسألها هل يمكن في يوم ما أن نعود؟ وماذا يمكن أن يحدث، ربما إن
عدت ندمت، الحياة أكثر من فيلم رومانتيكي أو موسيقى تضرب القلب بسهم موقد بنار، فتخبرني
.أني لو تمكنت من العودة للخلف سأجد طريقا يرشدني لما أريد حتى إن كان هو ما أنا عليه الآن
....................................

"زي الهوا الساري وخيال الطيف"

ألوم الثورة على كل شيء، على الحياة، على الحب، على الغربة على كل شيء وأي شيء، ألومها
على توقفي عن الكتابة، على ما أصابني من اكتئاب على من تركتهم في ذاكرتي دون قتلهم على
.الكوابيس التي تطاردني، وعلى الأمل

لولا الأمل ما كنت الآن أخاف من نبرة صوت تقول لي العالم غير مثالي وعليك تحمل الوجع وعليك
.الصمت كلما توجهت إليك لكمات وكلما ذبلت عيناك، الأمل ذئب جائع وأنا كنت أمامه جثة دافئة
..................................

رغبة قديمة

في شوارع الإسكندرية مشيت وحيدة كثيرا صيف واثنان وخمسة، كلما كنت أرغب أضع نفسي
 بالقطار وأذهب اليوم لا أعرف كيف أخرج من باب المحطة، لا أتذكر المقهى الذي سمعت به أحلى
 ،موسيقى وشربت به أفضل قهوة على الإطلاق، الأفلام التي شاهدتها هناك،البحر الذي جلست أمامه
الزجاجات التي تحمل رسائل عديدة حتى أني هناك ألقيت بخاتمي المفضل ليساعدني البحر على
 تحقيق حلم بالكاد أتذكره،رغم ذلك لم أشعر بالوحدة قط،لكن الآن حتى رغبتي في البحر ذبلت تماما
.كورد الخريف وأوراق الشجر



No comments: