Tuesday, February 19, 2019

لا متودعنيش

ما الذي يحدث تحديداً، أسأل نفسي وأنا أتحسس طريقي بين الجميع هادئة كي أساعد قلبيعلى تقبل
الغياب، ثقل المسافات ينزع عن قلبي سكونه، أجلس على كرسيّ الأخضر وأنا أعمل صامتة تماماً،
لا شيء يؤرقني حتى تبدأ تلك الأغنية:

لو حبّيت تغيب خلّي قلبي ينام و غيب بلاش كلام.. و غيب.. وين تغيب
و إذا وجهك ضاع في مسافات الليل خلّي ها الرحيل يكون من غير وداع
يمكن تهدأ جراحي و تغلّطني رياحي و نضمك في جناحي ساكن بين الريش
لا ما تودعنيش لا ما تودعنيش...لا ما تودعنيش...لا ما تودعنيش

قاتلة، مؤلمة، مثلما لم أسمـع من قبل، آخذ نفساً عميقا لأغلقها وأعود لدائرتي الهادئة مرة أخرى لكن
لا أتمكن، تسحبني تماماً، أبحث عن المغني مرة ومرتين وثلاث، في النهاية لا أجد عنه الكثير، صوت
من مياه، شفاف ورائق، الزين الصافي، هذا اسمه يضع على قلبي صخرة كبيرة ويغرقني،يأخذني 
للأسفل تماماً حيث لا أتمكن من التنفس، يرتفع أنينه الشفاف فلا أتحكم في دموعي، هكذا فجأة، أسأل 
نفسي مرة أخرى لماذا أرهق قلبي هكذا، ضغطه واحدة وأستطيع التنفس بهدوء مرة أخرىلكن ما 
يحدث حقاً أن تلك الموسيقى الهادئة، صوت العـود الوحيد ونغـمات البيـانو، هذا كله لا يترك لي حرية
الاختيار، ما أدركه جيداً أني حزينة ولا مكان لي لأقول أني حزينة، لا مساحة لأقول أن قلبي أزرق 
ونبضاته تتباعد، أشعر تماماً بما يحدث لي وأخاف أن أحكيه، أجد نفسي فجأة في منتصف موجة تأخذني
للأسفل، أو أمام قطار سريع، لم يعد لي ما أفكر فيه ويبهجني، لا أصدقاء يطيبون القلب، لا أحبة، وحيدة
تماماً كما يقول الزين الصافي وهو يحاول الصمود دون أمل، تلك النبرة الواثقة بحزن هي أنا، أضع
السماعات في أذني وأنام وأنا أسمع الأغنية كي أهرب من وحدتى لفراغ أغنية حزينة غالبا لم يسمعها
أحد من قبل.

"يمكن ثمة تحبّني ..تتخبى في قلبي ..تبني عشّ بقربي و للأبد نعيش"

https://soundcloud.com/scotch93/nk1aadvkbkzq 

No comments: