Thursday, October 20, 2022

اليوم الثاني

 استيقظت صباحا بصداع حاد، كنت نائمة لنحو ٩ ساعات أو أكثر، لكن يمكنك أن تعتبرني منتبهة طوال هذا الوقت، أشعر بكل شيء حولي، غلق الباب بشدة وغلقه ببطء، صوت المياه ينزل في حوض المطبخ كأنه يدق في رأسي. بررت لنفسي وأنا أشجعها على النهوض بأن الأمر ما هو إلا تداعيات ليلة أمس.

نسيت أن أكتب ماذا حدث بالأمس، كنت أقود السيارة على الطريق السريع وفجأة انتلبتني موجة بكاء ونحيب وصريخ، أدركت حينها أني بيني وبين النهاية ضغطة قوية على دواسة الوقود، خفت، ليس لأني غير مستعدة، أنا فقط خفت، فكرت في السيارة أمامي وخلفي وجانبي، ماذا لو بها أطفال أو أناس سعداء ليسوا مستعدون الآن لمغامرة كتلك، لذا كان الحل بينما يرتجف جسدي أن أسلك طريقا خطأ لأول مخرج على اليمين وأقف عند حارة الطوارئ.

عشر دقائق كاملة أبكي بشكل هيستري وأصرخ وأقول في نفسي لو أن سيارة شرطة فقط تقف الآن وتنقذني من هلعي، لكن لم يحدث. هدأت روع نفسي بنفسي وهاتفت مستشفى أزوره عادة عندما أمرض سألتهم بوهن هل هناك طبيب نفسي لديكم حاليا؟ فقال عامل الهاتف بإنجليزية ركيكة آسف ليس لدينا التخصص، قلت له وانا أبكي أنا لم أنم منذ يومين كاملين ورأسي يقتلني فقال ربما إن حضرت إلى الطوارئ يساعدك أحدهم.

لم تعجبني إجابته فأغلقت الهاتف وحادثت مستشفى آخر وبكيت أكثر فقال تعالي إلى الطوارئ، أغلقت المكالمة وبدأت أتحرك بصعوبة مرة أخرى على الطريق وفي رأسي عاد الصوت مرة أخرى زيدي قوة قدمك على دواسة الوقود وكل شيء ينتهي بسلام.

لكن وصلت إلى المشفى الأول قبل أن يسيطر على الصوت، هناك قالوا لي أن انتظر ساعة ونصف فخرجت إلى المشفى الآخر فقالوا تنتظرين ٤٥ دقيقة حتى يساعدك أحدهم، انتظرت حتى آخر ثانية في الدقيقة فقالوا ٤٥ دقيقة آخرين، فرحلت دون أن أقول كلمة وصلت المنزل ووضعت رأي على الوسادة ونمت، ٩ ساعات نائمة ومستيقظة في نفس الوقت، الأمر موجع ولا يمكن شرحه، مثلا كشخص سقط في بئر عميقة، لاهو قادر على الخروج ولا أحد يعلم أنه هناك بالأسفل.


Wednesday, October 19, 2022

طنين

 حسنا، لم يعد الأمر اختيارا، أصبح يهاتفني كل ليلة، يدور في رأسي طنين مستمر أفقد معه القدرة على التفرقة إن كان ما يحدث حقيقة أم هلوساتي العقلية، صوت وحيد مستمر ورتيب يقول لي السكين في المطبخ، السكين في المطبخ، السكين في المطبخ وعروقك نافرة، والأحمر سيغدو لونك المفضل.

الأحمر ليس لوني المفضى بأية حال، عندما تسألني ليلى وفيروز ما لونك المفضل يا ماما، أقول الأصفر يا ليلى، أو الأزرق يا فيروز، كي تحبني كل منهما أكثر، لكن أنا لا لون مفضل لدي، وإن أصبح الأحمر فلا عيب في ذلك.

أيقنت أني لا أملك من أمري شيء، ولا طاقة لي على خوض حروب لأجل نفسي، كل ما يشغلني الآن خطط النهاية، أضع خطة تلو الأخرى لأكون جاهزة، فإن فشلت واحدة طبقت الأخرى.

يزعجني الصوت في رأسني، يحرضني وأنا الجبانة، يضغط علي وأنا الواهنة. لما لا تبقى النهايات سهلة كالانتهاء من شرب كوب ماء.

Tuesday, October 18, 2022

ما يجب أن يحدث

 يوما ما سينتهي كل هذا الألم، بجرة السكين على الأوردة، وببحر من الدم، الأهم أنه سيتم بهدوء بلا ضغينة ولا أصوات عالية ولا بكاء، ربما دمعة أخيرة وقت طلوع الروح.

يوما ما قريب سأكف عن حمل قلبي المكسور في حقيبتي الممتلئة بالتذكارات، وستلتأم جراحي العديدة وتهدأ روحي.