Wednesday, September 23, 2009

عن الرجل الذي يفقد حياته تدريجياً


هناك رجل عندما يحبك يخشاكي ، ينتفض لوجودك وتصيبه حمّى فراقك ، هو يفضل

تلك الحمى المصاحبة لبعدك ، على أن تبقي بحياته .....تنتهي قصتك معه وهو يبكي

أمام البحر ، يقبل أطراف أصابعك ويحيطك بزراعه ، تقبلين كف يده وتمسحين دمعة

نزلت على خده ، تركنين رأيك جوار قلبه مستمتعة بآخر لحظاتك معه ، هذا الرجل الذي

لم يحبك أصلا ، لايمل من أن يذكر أمامك بعد ذلك أنك جميلة وأنك وأنك ..، كلها أشياء

لا تهمك مايهمك تحديدا وقتها ، كيف سيمر الوقت بعده ؟أحب محطات القطار .. يخبرك

كان وقتها من الأدعى أن تستدعي ذكاء الأنثى لتدركي أن رجلك هذا ممسوس بالترحال

خلف ما لايعرف ، وهو ..ظن أنه يعرفك بالقدر الكافي لتركك ، كان من الجدير وقتها أن

تتوشحي بغموضك وأحب الجلوس معك في شرفتك ، يخبرك ...تعبر الأيام وهو لا زال

يمر بين الممرات يتأكد من سلامة المعدات ، يرجع خلف مكتبه ليجد رساله منك فلا يرد

عليك ، يضع سماعات هاتفه في أذنه ويتلاشى .

" ردتك ولو شباك تملى حياتي تراب "لا يرد الآن لكن بعد وقت ما ليس بقريب ..سيعود

فقط ليخبرك أن ركود الحياة يقتله وأنه سيسافر ، نعم سيحاول لقد مل الحياة هنا .. هنا

لايوجد سوى غباء وقهر ." ما أكثر ما يقتلك ألماً؟"..صدقني لا يقتلني سوى برودة صوتك

وملل صمتك .تعبر الأيام ولا زال يتنقل بين الممرات ، يتذكرك أحياناً ، ينظر لكفه التي

قبلتيها عند البحر ويأخذ نفساً عميقاً ويتذكرك ، ألا يكفيك أنه يتذكرك أحيانا ؟ طماعة

" نفسي أشوفِك ..وحشتيني " يقول لك فتنصهرين أمام صوته " وأنا كمان "تخبريه

ولا شيء يحدث كلها أمنيات من عمل لآخر تنتقلين بخفة أحيانا وتثاقل أحايين أخرى ..

لا عمل في أكثر الأوقات بكاء ، اكتئاب وأيام أخرى مليئة بالضحك والبهجة .تسأليه

" من أنا ؟ "

ينظر في عينيك ويضحك جدا

" جنيّة عنيها خضره "

تصمتي ..فيسكت وبعد دقيقة كاملة تمر بينكما

" أنتِ... البنت التي تكبر في اليوم عاماً كاملاً"

يمر بين الممرات واضعاً سماعات المسجل الصغير في أذنه ، يستمع إلى سعاد ماسي

ويتأكد من سلامة المعدات ويتذكرك ... ثم ينساكي عندما يلمح أفروديت التي تخطف

خياله ، تهرولين في زحمة الناس ،تحلمين ، تتركين شعرك للهواء وتحت المطر

تصرخين أحياناً .... يجري ليمسك هاتفه ويكتب

" وحشتيني قوي ونفسي أشوفك وأقعد معاكي "

....تصلك مساءً منه رساله

" Ezzayek?"

لا تفهمين شيئاً من رجفتك تلك ولا غيابه الذي يقطعه برساله باردة بعد وقت طويل

يحدث ..

" تعرف .. نفسي أقدر أعود بالزمن وألغي بعض الأشخاص والحكايا "

.."هتلغيني ؟ "

تضحكين "سألغي مشهد إلقائي الرسالة في البحر أمامك وأبقي عليُك قبل أن

تنصرفي تاركة مقعدك خاويا ،ستتركيم له ورقة" حتي السمك بالميّ..يبكي

على حالي يبعث لكِ برسالة " تمنيت امرأة تصبح عشيقتي وأمي وصديقتي

والبنت التي تكبر في اليوم عاماَ كاملاَ تعود سريعا لعمر الثلاث سنوات

بضفيرتين وفراولة على خديها ،أدفنها في حضني في الوقت الذي أتمنى فيه

حضنها .. وأنا أب غير صالح" تبتسمين للرسالة وتكتبين إليه

" ردتك ولو شبّاك .. تملى حياتي تراب"

جملته الأخيرة ستبقى تتردد في أذنك بينما تعبرين بخطوة سريعة خارج محطة

"المترو" وحشتيني .. نفسي أشوفك

Friday, March 13, 2009

إبهــام


أخرج دفتري وقلم وأشعل الموسيقى ، أطفيء نور الحجرة وأضيء نور الأباجورة

الحمراء التي تجاور السرير كنت أفكر أن أجعلها جوار سريري في منزل يخصني

وحدي ، أحاول تذكر الكلمة التي كنت أنوي أن أفتتح بها نصّي الجديد فتتناوب عليّ

الخيارات ..أراك الآن ؟....لا كانت نعم أنت هنا وهناك .... لالا كانت في أول الحلم

..................

ربما

هكذا أبدأ ..هل ترى ..نصف رعشة ورجفة القلب ودمعة مخنوقة . ثم ؟ لا شيء فقط

انتظارالسيدة التي تسكن فوقنا دائماًما تُنزل سَبَتاًمن الخوص معلقاًفي حبل إلى صاحب

محل البن أسفل العمارة فيضع به كيساً من البن وكيساً مليئاًبأنواع مختلفةمن الشيكولاته

كنت أتحجج في البدايةوأقترب من حبل الغسيل لأرى ماذايحوي السَبَت لكن عندماتكررت

الحكاية ابتعدت عن حبل الغسيل ورحت انتظر يوميا كل صباح ومساء رائحة قوهتــها

الرائعة

السيدة التي تسكن فوقنا وحيدة .... زوجها مات وليس لها أبناء .. تغادر شقتها كل خميس

صباحا لتزور قبر زوجها وتشتري أنواع مختلفة من البخور ... كلما رأيتها من البلكونة

عائدة نزلت مسرعة كي أقول لها

صباح الخير يا طنط " وأمضي في تمهل "

لأسمعها " صباحك سعيد " أتنفس صوتها المتمهل وأمضي إلى بائع الشيكولاته

............

كلما حاولت أن أتذكر ما الكلمة التي كنت سأبدأ بها كلامي نسيت وكلما حاولت أن أتذكر

أحاول أن أنسى أني نسيت كي أتذكر ولكني أبدا لا أفلح .... أخرج طلاء الأظافر وأذهب

ناحية البلكونة في الواحدة ظهراً ، أضع علبة طلاء الأظافر السوداء على حافة البلكونة

وأخرج مبردي .... أضع الكرسي في مواجهة سور البلكونة أرفع قدميّ وأخرج الريشة

بلونها الأسود اللزجوأبدأ بأظافر قدمي خنصر .. بنصر ... إذاعة الأغاني ترتفع بصوت

عبد الوهاب من بلكونة السيدة التي تسكن فوق شقتنا

"ياريت هنانا دام لنا

أستمتع بصوت الراديو العالي .. أكمل طلاء أظافري وسطى ... سبابة .. إبهام

ترى لماذا كان إبهاماً ؟ ما الذي تخفيه عني سيدة الدور العلوي .. ولماذا أتخيل أنها

تعرفني وتعرفك ؟ مبهم أنت كاسم اصبعي .. أضحك ضحكة قصيرة وأبعد قدميّّ عن

بعضهما وأخرج كفيّ قدميّ من بين قضبان سور البلكونة

..وأبدأ بيدي اليسرى ..خنصر .. بنصر .. وسطى

طظ في الدنيا .. كلما رأيتني قلت لي " قبلك كان طظ في الدنيا .. وبعدك طظ في الدنيا

.. معكِ لا أرى سوى عينيك " أضحك وأخبرك " يبقى طظ في الدنيا " يمتزج ضحكي

بقهقهتك ويرتفع صوت جارتي بقولة آآآآآآه مع جملة

" نسيت معاك كل الهموم وقلت ليّ ياريت يدوم ياريت يدوم

أكمل طلاء أظافري .. سبابة .. إبهام أرفع كفيّ أمام وجهي وأملأ فمي بالهواء وانفخ

في أصابعي ... ويكمل الصوت

"مرديتش يومها تقولي..إيه اللي قصدك يدوملي..الود..الصبر..البعد..ياريت هنانا دام لنا "

ما المبهم ؟ ولما أنسى بداية الكلام وبداية الكتابة التي كلما تذكرتك نسيتها السيدة التي

تسكن فوق شقتنا تغلق الراديو في الواحدة والنصف وأسمع صوت شد شيش بلكونته

انتفضتُ من شدتها القوية للشيش .. أخرجتُ الريشة التي غُمستْ في طلاء أظافري
الأسود

وكتبت بها

" واللي جمعنا سوا ؟ كان صدفة ولا هوى ؟ "
...........
اللوحة
Expectations
لكاري جربر

Saturday, January 24, 2009

إليك....يا أنت ..أيها البعيد الغائب


أخاف من العمر الذي يمر دون فرحة

أخاف من أن فنجان القهوة الذي صنعته لك لم يعجبك حقاً

أخاف من أن تنسى أنك أخبرتني يوما بأني ملاك رغم أني أخبرتك

لا ملائكة يمشون على الأرض يا ... أنتَ

أخاف من نفسي الشريدة

أخاف من سفرك رغم أن كل منا لاينتظر الآخر

أخاف من يوم ترفض فيه أن ترى ملامحي من جديد

أو ترفض أن يعرف قلبك ما يحدث لي

يا أنت

لا أبحث بين أوراقي كي أوقن أن لا أحد غيرك بقي معي أنت تعلم أنه

دون بحث أنت من بقيت رغم أنك واحد وأنا واحدة ولا طريق يجمعنا

ااااه لو تعلم كم أنا وحدي

وكم أكره هذا العالم كله .. نعم أكرهه

فقط لو تــُرجع لي الحياه ماسلبته مني بقسوة

فقط لو يرجع من رحلوا

اااه لو يحدث


Tuesday, January 20, 2009

هرتلة مسائية حزينة


ـ كيف أنتِ؟

وحدي

ـ أين أنتِ ؟

في آخر العمر الصغير

وحدي ثم وحدي

ـ وأين صار الآخرون ؟

في ممر جانبي من بقايا الذاكرة

ـ كيف كانوا؟

كانوا أناشيد طفولية على أعتاب مدرسة

وفي كراسة الواجب نجوماً

وزيل حصان بنت

تشب على أطرافها

لتطال سبورة الفصل

تكتب اسمه مداعبة

وكانوا في نهايات تنوراتٍ مزركشة بالسهاد

ـ وكيفما سيكون عمركِ ؟ هل ترين الغد؟

مثلما مرت بدايات الصباح

لا يبين من البياض سوى البياض

ولايكون الغد إلا في الغد الآتي

أنا نصف عارفة ونصف قديسة

ولكن لا أرى إلاي في كل المنامات

.........

.......ـــ من أنتَ ؟ وكيف طرقت نافذتي ؟ أنا منها أطير ولا يجب أن تدخل الآن

ـ أنا ؟! لا أحد سوى أنتِ .. أنا أنتِ .. ونحن كما رأيت الأمس .. سراب ضائع في حانة

ترقد جوار البحر

ـــ قف هناك ولا تدخل .. أنا أرقد على جمر الوصال وأبكي الآن فلا تنتهك تلك العبادة وابتعد

..........

سترتفع الآن صلاتي بحضور إيديث بياف

لايمكن إلا أن أجري خلف صداها هربا من الوحدة وهي من أحرقت الذكريات بعدما رحلوا

هل رحلوا ؟-

!!? ألم أخبرك منذ البدء أنهم رحلوا ويرحلون وسيرحلون-

هسسس اسمع

Avec mes souvenirs

"J'ai allumé le feu

Mes chagrins, mes plaisirs

Je n'ai plus besoin d'eux

Balayés mes amours

Avec leurs trémolos

Balayés pour toujours

Je repars à zéro

...........

"مقطع من أغنية لا أندم على شيء "إيديث بياف*

اللوحة للفنانة السورية غادة زغبور

Tuesday, January 06, 2009

العزة لغزة


دلوقتي الكلام مبيعملش حاجة .. الصور بس كفاية انها تفجر القلوب من
الحسرة يلعن أبو العرب اللي ساكتين ومبيتحركوش ويلعن أبو الحيوانات
اللي مبيحسوش باللي بيحصل في غزة .. وأي حيوان مبيفهمش يعني إيـه
عيال تموت برصاص ويعني ايه بيت يتهد على عيلة ملهاش ذنـب فـي أي
حاجة غير انهم فلسطينيين وكل غلطتهم إنهم عايشين في بلدهم ..بجد كمان
............يلعن أبو مصر على المصريين اللي بيفهموش ولاد كلب كلهم
ويلعن أبو العرب اللي مبيتحركوش..ويلعن أبوعلى أبواللي خلف الرؤساء
كل الرؤساء الخرس اللي مبيتحركوش خطوة
بجد بقى يارب كفاية كده .. كفاية اللي حصل هناك كتير قوي كفاية موت
كفايةقوي أمهات وستات كباروعواجيزوشباب وأطفال يارب كفايةكده بقى












Saturday, January 03, 2009

مشاهد متفرقة بحثاً عن الله



لماذا أنت بعيد هكذا ؟
يا الله
من أخطأ منّا فابتعد الآخر؟
لماذا لم تعد تلاعبني
نعم .. أنا كنت طفلتك المدللة
أنا يا الله
فأين تمكث الآن
كنت هناك..في القلب .. تملؤه
والآن صار القلب خاويا ومزعجاً
فلماذا أنت أيضاً تركتني
وكيف استطاع أصدقائي الرحيل هكذا ؟
اليوم
كنت أبحث عن أحد أحدثه
فاكتشفت أنهم جميعاً غادروا
أنا القطة المدللة التي تركتها الأيدي
فتحولت إلى قطة مزعجة
تبحث بين صفائح المهملات عن مرقد ودثار
............
في الحانة البعيدة
رجل عجوز
يغطي نفسه بإزار قديم
ويرتكن على الحائط المهتريء
أوقد شمعة .. ومات
كان يحلم في ليلته الأخيرة
بدفيء عادي .. يضمه في سرير
لكنه .. مات
............
منذ ثلاثة أيام
أنا نائمة
أنتظر أن أحلم بك
نعم
ولكني هنا الآن دونك
...

في شرفة عالية بعض الشيء
رأيت امرأة تقف
كانت عارية إلا من وشاح أخضر
وكانت تنظر للسماء
على سور الشرفة
نبتت نساء جميلات
وذبلت ورود
وفي لحظة ارتفعت موسيقى حزينة
فانهمرت من عيونهن دموعاً
وانصهرت سيدة الشرفة
وتبخرت .. صاعدة نحو السماء

.
.
.
هل بدأت لعبة الأستغماية دون أن أعلم
هل تختبيء مني كمزحة ؟
ويجب أن أضحك عندما أجدك
نعم سأضحك .. ثم أبكي
الأطفال يكرهون اختباء أباءهم وأمهاتهم
حتى ولو مداعبة
يخلوا العالم من حولهم وترتعد أوصالهم
وأنا لازلت طفلة
فلماذا تركتني
يا الله ؟؟؟
أنا في حاجة إليك