Wednesday, December 19, 2007

فـــقــــدٌ وتنويعٌ أخير



الأشياء التى تأتى مصادفة كالحلم ، وعبق وطئته السحرية ( مصادفة ) سيجتمعون وسأراهم

أحبك... قالها ولغاها صمته في البلد المختبئ وراء المسافات فجأة

ماذا تفعل لتتجنب شراسة خوفها من المحو والكتابه ، يفضل الرصاص لأنه أسرع في المحو

لم يخف أبداً عليها من سقوطها المفاجئ عندما يلامس كفها بإصبعه ثم يحتضنه فجأة

كانت جميلة فيما مضى ، بل يمكننى الجزم بروعتها

تنتمى دوما لمساحات خالية من الوجود ، غيابية الحب والعشق ودائمة الترحال بيت الصفحات

عملها الصباحى الذي يروقها في الشتاء تفكر بأن تجعله ملكها كى تتمتع به دوما

تخرج دوما في الشتاءات الباردة مبكرا ترتدى معطف أسود وحقيبتها الكحلية على كتفها وكوفيه

تغطى جيدها

منذ سنتين أو ثلاث ـ لا أتذكر ـ كانت ترتدى على رأسها غطاء شعر، لكنها الآن تخرج دوما

بشعرها منسدلا تماما لا تحب تشكيله بأوضاع لاتعجبها ، لم تجادل أحد عندما أبلغوها بأنها

ستجزى بالسيئات لم تجادل فقط اكتفت بانسداله والنظر أمامها في براءة لاتتصنعها

الكوفيه على رقبتها تجعلها رائعه حقا ، هو لم يفكر في شكلها عندما ترتدى الكوفيه لكنه عندما

"رأى لونهاالمتداخل بين الكحلى والأسودوالبيج وخط خفيف لبنى،قال"رائعه هى عندما ترتديها

وكانت خيالية

وحدها هي الآن بين جدران غرفتها الوحيدة الواسعة ، تسميها " متحفي " لم تكلف نفسها عناء

البحث عن مكان أوسع لأنها قررت الوحدة منذ عمر طويل ، خمس سنوات الأن منذ غادر

وهى لم تكف عن تذكره ، أكانت نرجسية كما قال لها آخر مرة ؟ هل كان رفضها آخر مرة

السفر لهذا البلد أنانية منها لماذا هو لم يستوعب ارتباطها بالشمس التى تغيب هنا في شرفتها

كل يوم ، لماذا لم يحاول أن يجد حلاً يسع أحلامهما سويّا ً

الطرق التى تختارها في رجوعها من عملها كل مرة تختلف عن بعضها لأن توقن بأن الصدفة

أعظم ما يفعله الله لمخلوقاته . عندما تصل للشاطئ في الشتاء أيام النوات في المدينه الأقرب

إليها في إجازتها تشترى نبيذ أبيض وتخبئه في حقيبتها وتسير بجوار البحر فقط لتتذكر كيف

لامس يدها ،تتنفس بعمق وتنتشي وتذهب للمقهى الذي جمعهما مرات من المطر رغم اعتراضها

على الاختباء منه لكنه يخاف الهطول ، هناك سمعا لأول مرة فرانك سيناترا


لن تنسى نظرته لها لن تنسى احتوائه لها لن تنسى أول جنونه بالخروج بعد هدوء المطرلإحضار

النبيذ كانت أول مرة تشربه كان أول مره يحبه

لم تذق بعدها النبيذ أبداً فقط كانت تشتري الزجاجات لتلقيها في البحر معقودة بفيونكة بيضاء ستان

تعود دوما بعد هذه النزهة لحجرتها مريضة بإنفلونزا شديده لكنا لا تندم أبداً تجعلها بداية جديدة

لا ترى في نفسها شيئاً غريبا ً فقط ترى أنها لو لها القدرة على حب شخص آخرلأحبت ولن تتردد

لكنه كان اكتفاؤها وكفايتها

لا أعلم بعدما تمر السنين الكثيرة القادمة ماذا سيحدث لها ولحجرتها التى تمتلئ باللوحات ومكتبة

كبيرة وجهاز راديو وسرير شاسع بحجم الدنيا لديها تختبيء في وسطه وحدها

كيف سأستطيع متابعة صبرها على انتظار الصدف كيف سأتحمل إيمانها الصعب هذا بأن الآتى

أجمل ، كأنها ترشو القدر كي يفعل ماتريد حتى لو بعد عمر

لم تكن تحتمى من المطر بعد ذلك كانت فقط تحتمى به من عيون الآخرين اللذين يتعجبون لامرأة

تمكث بقرب الشاطئ ، اعتادت فقط أن تغنى

7 comments:

basma saghir said...

لا ترى في نفسها شيئاً غريبا ً فقط ترى أنها لو لها القدرة على حب شخص آخرلأحبت ولن تتردد
لكنه كان اكتفاؤها وكفايتها

انتي عبقرية..الجملة دي كان ليها وقع غريب عليا...انا متبعاكي من فترة بس الكلام ده كان لازم اعلق عليه لاني يمكن حسيت انه في حاجة مني...احتمال اكون ببالغ بس احساسي لازم اقوله
شكرا على البوست الرائع

البدوى الأخرس said...

أعجبنى جدا هذا النص
أعتقد أنه جزء من روايتك الحاليه
غالبا ما تاخذنى كتاباتك الى عوالم
بعيده دون ان ادرى لك القدره على
ادخال القارئ فى مساحتك الكتابيه
الخاصه عن طريق تفاصيل الابطال الحميميه
والتى غالبا ما تصيب القارئ بالدهشه والانبهار
فلسفة الرفض فى اختراق حواجز الفتاه او البطله داخل النص هى العامل الاساسى فى العمل وقد تاتى ذلك جليا عن طريق الاكتفاء والتشبع من حالة البطل وامتلاكه لناصية حياة البطله من بعده
ويبدو منذ الوهلة الاولى انه شخصيه كاريزميه فيجمع حوله البطله والقراء وياخذهم الى عولم بعيده جدا فنحس معه اننا على ضفاف نهر التايمز أوشواطئ الريفيراوهو يشير اليناوهو يحتسى مع بطلته نبيذ بوردو 52 المعتق أو شاتيل 65
يقرأفى صحيفة الفيجارو نهاراويدير أصبعه فى كأس (الموين ايه شندون) وهو ينظر لفتاته بنظره تجردها من خجلها
ويأكل الكافيار بطرف أصبعه تماما مثلمايداعب شرائح التيت دوفو وهو جالس فى(ال شيه جيرار_او المونامارت) ويهتف وهو يراقص البطله
faisons lamour avant de nous dire:a dieu
حتى يستحث الراقصين لمجاراته

أعتقد أنه بكلمه بسيطه مثل الحلم
الا هو اسمه ايه صحيح؟؟

أهنئك على سيمترية الانتقال بين أجزاء النص دون أن احس بفجوه
لماذا التنصيص(مصادفه)رساله مثلا؟

سؤال بسيط متى ينتهى عهد نسائنا الواهنات البكائات ويبدأعهد النساء اللواتى يرفعن من جديد نصف القبه المنهاره للحب
لازم كل الحكايات تنتهى بسترانجر ان ذا نايت
طبعا هذا لا يعيب النص دا راى شخصى

ملحوظه:قد يكون الصمت أصدق من الكلام أحيانا

أخيرا تمتلكين ناصية الحكى والغوص فى التفاصيل الحميميه بجرأه وعبقريه
متى نرى روايه بأسمك؟؟

معلش طولت
دمتى جميله

بياترتس said...

ايه ده
انتى بتطورياباشا

وائل فتحي said...

حلوة..يا غادة

محمد عز الدين said...

حقيقي جميل
وفعلا استمتعت بالقراية
فعلا ابداع حقيقي ودي مش مجاملة
تحياتي

Mohamed Kamal Hassan said...

بوست حقيقى جميل
وفى قدرة على السرد حلوة وطويلة ومتسلسلة


سيبك م العك بتاعى ده
المهم إنى استمتعت
((:

غادة الكاميليا said...

بيسوو
أنتِ جميلة الوجود هنا يارقيقة القلب ورفيقة الحلم
شكرا لكِ أنت على تعطيرك لأبطال روايتى

البدوى الأخرس
أعجز عن التعليق
تعليقك أعجز النص ياصديقي
دم جميلا

بياترتس
والله زمان ياتلك الروح
هلا بيكِ بضيعتنا

وائل فتحى
بتضلك هيك ناسي ولما بتحضر ما بتسوى غير إختصار الكلام بكلمة واحده
حضورك رائع دوما ولو بكلمة
نورت ها البيت
بس ما تبقى تنسانا

عزوو الغريب
إذا كانت كتابتى بتمتعك
فأنا أكثر استمتاعاً منك بوجودك ودى بردوا مش مجاملة
غالى أنت دوما وقريب رغم الرؤية الواحده
تحياتى يا جميل القلب

محمدكمال حسن
سيادتك استمتعت وأنا زعلانه جدا
بتتأخر يا افندم وانا دايما بيهمنى تعلياتك
لكن سماح المرة دى ، نورت بجد ومتتأخرش
تحياتى لكم جميعا