Tuesday, April 10, 2007

عـــن مــريـــم

i

كانت تتوسد قدمىّ أمِّها بجانبي ، تداعبها أمها وتلاطفها فتضحك ، تعبث بمفاتيح كاسيت السـيـارة
فيـصدر أصوات غير منتـظمه ، كان مـزاجى لايسمح لى بأن أداعـب أحـد كنت أنظـر إلى الطـريـق
في صمت لا يفهمه غـيري ، لا أحد يعرفنى هنا ولا أحد ينظر لى أشعر بارتياح طيب عـنـدما أكـون
في مكان غريب ، أنا لا أود أن أتحدث مع أحد مطلقا.لكنها لم تترك لى فرصه في الشرود كـعادتــى
داعبتنى بأصابع يدها الصغيرة فنظرت لها نصف مبتسمه رغما عنى،لكن لثوانى قليله بدأت تتسـع
ابتسامتى وأداعبها ، كانت جميله كجمال المطر في ليله دافئه ،ابتسمت وأدارت وجهها نحوالسائق
لم أحرك وجهى عنها ظللت أنظر لها مستفهمه لما هـى فـيه ، كـانت تعبث بمـفـاتيح كاسيت السيارة
نهرتها أمها بضربه على كفها الصغير كى تكف أشارلها السائق بألا تعبث في تلك المفاتيح بضـحـك
تحدثت أمها بأنهامتعِبه ليتها كانت تعبث لتسمع لكنهالن تسمع أبداً.بدأاستفهامى يتلاشى ليحل مكانته
وجع بقلبي ثم نظرة حزينه .أدرت وجهى ناحية الطريق كى لا ترانى . كفت عن اللعب بالمفاتيح لتنظر
للطريق عندماوجدت السائق يتجه مباشرةفي طريقه صرخت وأشارت له بيديها أن يتجه يسارا،ضحك
فعبست وزمت شفتيها وأخذت تدير الدريكسيون ناحية الشمال ولا تزال تبكى،نهرتهاأمها بضربة ثانية
فتراجعت ثم بدأت أمها تهدئها .أبلغت أمها السائق بأنهاتودالذهاب إلى جدهاهى تعرف الطريق فضحك
وهى لاتزال تبكى وأمها تضحك وأنا أشفق عليها وقلبي يتوجع ، أخبرتها أمها بإشارات مـختلفه بأنها
ستأخذها الآن إلى الملهى كى تلعب ، سكنت البنت ونظـرت نحـوى وهى دامعه ثم أراحت رأسها عـلى
صدر أمها . كنت شغـوفه بأن أداعبها لكنى لم أستطـع كنت أمتلـئ مثلها بحالة السكون هـذه ، فاكتفـينا
بالنظرإلى بعضنا البعض .كنتِ جميله يا مريم كنتِ تحملين داخلك رغماً عنكِ ما أحمله من سكون
لكننا نختلف ؛ أنتِ لم يلوث قلبك شئ حتى الآن
........................................................................
أنتِ جميله كالمطر وأنا أنثى متعبه أنام تحت المطر فاغسلينى يامريم

25 comments:

سلامـــــــــــــه said...


دائما ما تجذبنا تلك النظره البريئه في عيون طفل شارد
خاصة نظرته الحزينه
وخاصه عندما نمتلك من الاسباب ما يجعلنا نشفق عليه
دائما نترقب تغير تلك النظرة الحزينه لابتسامه تملأ وجهه بمجرد ابتسامنا له
دائما نعشق تلك البراءه .. أو نغار منها
ورغم الطمأنينه التي نشعر بها من نظراته لكننا في ذات الوقت نمتلأ خوفا لمعرفتنا بما يحمله المستقبل من غموض لا يدركه هذا الطفل الملائكي الملامح
..............
:سؤال
هل حقا بمقدور مريم ان تغسلنا؟
..............
:حقيقة
ليس من حقك ان تشعري بالغيره من براءه مريم يا صديقتي
لانك حقا
تماثلينها براءة
..............
عزيزتي
دمتي بكل ود

Anonymous said...

nice blog and nice post


master-net-music2day.blogspot.com
http://graphictools.blogspot.com/
http://fixfixpc.blogspot.com/

بعدك على بالى said...

ولما حكت مريم قالت ولم تقل...

حبيبتى الصغيرة.. ليست كل الشفاة تتكلم ولا كل العيون أيضا...


( ولما حكت مريم.. عنوان لفيلم لبنانى كان يحكى أيضا عن الوجع فى الازمنه البعيدة والممتدة.... فلا تجعليه يا صغيرتى دستورك... اغلقى قوس الوجع نهائيا وللأبد... وصدقينى أمثالك لا يحتاجون للمطر كى يغسل أرواحهم، فما بداخلك من نقاء وبراءة تكفى لتطهير العالم من آثامه..)

دمت لى ودامت محبتك ونقاءك

عين ضيقة said...

مريم

صمت يجبرنا على الكلام
أو البكاء

فكلاهما الآن سواء

تحياتى

الوردة السوداء said...

انا بقالى فترة مبحسش باى طفا
زى زمان

يعنى كنت من فترة كدة بحس اوى بعياط الاطفال
دلوقتى مهنتش اوى

انك تحسى بمريم كدة ياغادة
يقى انتى بجد زى ماقال سلامة
بتمتلكى جزء كبير
من برائتها

بياترتس said...

مريم ببتبكى لانها مش عارفه تحقق اللى هى عيزاه
بس ياترى غاده لما بتبكى وتصمت بتفكر فى اللى هى عايزانه والمفروض انها تحققه
لكى منتهى السعاده فى كل احساس يجذب اليك البراءه
طفلة كانت أم انثى لم يغسلها المطر بعد

Eric Matt said...


خفف الله همك و همي

سلام لك من ماناساس البلد

شغف said...

مريم

ليست مرادفا للجمال أو البراءة فحسب

ليس هذا كل شيء

بل هو إصرار على العبث في ما ينهاها الآخرون عنه - مثلك غادة - ، و لجوء إلى شيء من سكون كحلٍ أخير

syzef said...

انا بس الاول عايز اسال سؤال..هو المشهد واقعي والا عمل أدبي من نسج خيالك

اعتقد ان حيرتي دي تعتبر نجاح للنص في ان المشهد يوصل بي لدرجة احساسي الكامل بفاعليتك وتفاعلك مع المشهد ..ده اذا ما كانش واقعي

أما مريم..فهي ما ضاع منا في دروب الزمن وما نفعل شيئا سوي البكاء عليه

سلامي اليك يامريم حتي نفعل شيئا كي نكتشفك داخلنا من جديد

Ezz said...

غادة ام مريم الإثنتين وجهان لعملة واحدة.. مريم يا غادة هي تلك البراءة التي ضاعت في منتصف الطريق.. مريم يا غادة.. هي ذلك السكون الذي نستجديه من زحام أنفسنا و زحام ما حولنا.. زحام حسي و زحام الأحزان المحيط بنا..مريم يا غادة هي تلك اللحظة التي يتحول فيها تذمرنا من عبث الأطفال إلى رغبة ملحة -و تكاد تكون مجونة في بعض الأحيان- في المشاركة فيه..مريم يا غادة هي البداية.. تمسكي بها. عز

3aziz 3eni said...

البرادة والطفولة متلازمان دائما ولكن ان تغسل الطفولة الانوثة فهذا قمة البراءة فان وجدت انثى مغسولة بالطفولة فتلك تكون انت
رقيقة
جميلة المشاعر
طفولية الاحاسيس
شاردة فى هدوء
ساكنة
حالمة
تحلم دائما بدنيا اخرى غير دنيانا
ليس لى ان اقول غير جميلة انت يا غادة

غادة الكاميليا said...

سـلامــــه
على الرغم من ان نظرتنا له تبكينا في دواخلنا التى نحتاط دائما الا يراها لكنى اومن دائما بانمثل هؤلاء الصغار يمتلكون ماهو ابعد من احتياطنا ليعرفون الى اي مدى يوجعونا فيحاولون ببراءتهم ان يجعلنا نبتسم فقط لانهم لايعلمون ما تخبأه لهم الايام فيضحكون كلهؤلاء الاطفال امثال مريم يمتلكونى في دواخلهم
عزيزى ربنا يخليك

انونيموس
ميرسي ونورتنى

بعدك على بالي
البوست ده بالذات كنت مترقبه شغوفه جدا لتعليقك
انت تعليمين جيدا بأن قوس الوجع حتى ان لم يغلق تماما لكن لابد على الاقل تلاشيه
انتى معى دائما

عين ضيقه
مريم
صمت يجبرنا على الابتعاد عن دنيانا الملوثه ولو لقيل من الوقت

ورده سودة
أتمنى لوأمتلك حتى براءة صمتها

بياترتس
مريم ان بكت فهى ملاكيبكى لكنان بكيت أنا فأنا لست ملاكا وان بكيت على ما لم أحققه فليس ضعفا لكنه حنين
اتمنى أن تتفهمى ما أقصد

زا جروم
يارب ويخفف همك دوما

شغف
لم أكن مترقبه لتعليقك قدر ترقبي لرؤيتك في مريم
أعتقد أنك قلتى ما كنت أتمنى أن يصل في بساطة كلمتين
تحياتى بجد يابنتى

سيزيف
مريم مثلما تغنى أميمه خليل
...............
طفل يكتب فوق جدار
طفل نبتت بين أصابعه النار
...................
وهبقى أوصلها سلامك

عـــز
فعلا مريم كانت البدايه وأعتقد أنها ستظل البدايه دوما لكن على أبدأ من عندها طريقا صحيحا
تحياتى ياعز وأشكرك ان كنت تعتبرنى أنا ومريم وجهان رغم المبالغه ورغم أن مريم أطهر من طهر وجد فأنا أشكرك بقلبي

سكومونس
ليس عندى قول سى أنك أنت من تحمل تلك الرقه التى تهدينى إياها وأنك أنت الجميل حقا شرفنى عطر مرورك

Diyaa' said...

بعد السلام
وجهة نظري هتختلف يا غادة
بس أحب أقولك
حمد الله علي سلامتك ..البوست اللي فات مردتيش علي التعليقات ويمكن المود مكانش يسمح أو البوست مش محتاج تعليقات بالنسبة لك وقلقتينا عليكي ..
مش ممكن بما إنك حسيتي بمريم ..وحسيتي ببرائتها تحاولي تخليها متوصلش لمرحلة إنها تبقي أنثي أخري متعبة ؟!
يعني ..إنتي حاساها واؤكدلك إنك جواكي غادة الطفلة البريئة بس مغطيكي غبار الواقع وده هيغسله المطر وأصبري وإن الله مع الصابرين
لكن مريم دورها إنها تشد براءة غادة الطفلة وتخليها تطفو علي سطح شخصيتها ..ولو للحظات تستمتعي فيها بالبراءة وتقربي فيها من نفسك أكتر ..وبعدها بقي حاولي تهذبي براءة مريم ..أي مريم ..المهم متسمحيش لمريم إنها تبقي أنثي متعبة تطلب البراءة من مريم أخري من جيل أخر ...
when u lose dont lose the lessons
دي جملة مؤمن بيها أوي ومهما كانت خسارتنا مش المفروض نخرج منها بتعبنا بس ..علي الأقل ننقل اللي اتعلمناه لمريم عشان منشوفش برائتها مجروحة
بتمني براءة غادة تطفو علي السطح وتاخد حقها في الدنيا قبل فوات آوان البراءة
سلام عليكم وتحياتي لإحساسك بمريم

حائر في دنيا الله said...

هي عندك مريم
وعندي محمود (بن اختي)
هكذا كل الأطفال نغرق في براءتهم نغترف منها لنواجه بها قسوة هذه الدنيا، نستقوى بلمساتهم لنكون أقوى أمام هجمات الدنيا، نسعد باتساماتهم التي تغسل مدامع أرواحنا من الهم والغم

جميلة هي مريم وأجمل هو حيك وسردك وصفاء كتابتك

مع تحياتي

محمد خالد said...

اعتقد اجمل صورة ممكن تترسم هي ابتسامة طفلة بريئة زي مريم ومهما حاولتي ترسمي الابتسامة كل مرة تكون مختلفة وجميلة .
واعتقد اقسي صورة ممكن تترسم : دمعة حزينة

الفيلسوف said...

حلوة البراءة و الطفولة و الاحاسيس ..من زمن و الله ؟مدونتك رقيقة ..و نتواصل

صاحب الشباك said...

جميل جميل جميل

بس احب اقولك شئ

انتي لوكنت دققتي فعلا فيملامح مريم

كنت هتشوفي(غادة الكامليا)و

فبرائتها شي ياخذك

لبعيييييييييييييييييييييد

فعلا جميل انك تحسى بحاجه زي كده

بس معدش الاحساس ده موجود عند كتير من الناس

إبـراهيم ... said...

أنا كنت كتبت لك تعليق بـــس شكله ذهب مع الريح ....
.
.
عاوز أقول لك إحساااستـــك راااائع ... بالطفولة ، ووصفـك جميييل قووووي ، أنا ببقى نفسي أعرف ألاعب الأطفال كده زيـك .
.
.
ودلوتي عاوز أقول لك وشـك حلو عليا ، عشان أختي جالها بنت زي القمـر .... إنهاردة بـس :)


سلاااااامي وتحياااتي

shady said...

رديت بس الرد ماتنشرش مش عارف ليه ..

أشاركك نبرة الحسد علي نعمة الطفولة .. أن تبش او تعبس دون اعتبار لشخصية الواقف امامك إلا إحساسك الشخصي تجاهه .. أن تخطئ غير عامد دون إحساس بذنب .. نكبر ومعنا تكبر الاخطاء وتكبر معنا عدسة لا تكبر إلا الأسود من عالم الناس ..

مووضع جميل أحييك علي طرحه ..

ملحوظة شكرا علي الرد

Van Gogh said...

احقاً نشعر بمثل هؤلاء الأطفال...؟؟
ام نشعر بأنفسنا خلالهم...؟؟
كثيرامنا يمرون بمثل هذه المواقف ولا يشعرون...فمل مات الطفل الذى داخلهم..؟؟
لا اعرف...ولكنى احييكى على بقاء تلك الطفلة بداخلك...فحاولى الا تفقديها

الأستاذ جمال بيه said...

الحاج بيمسى ومبسوط من المدونة دى
وبيدعو الجميع لفرح جمال بيه إبنه
على رودى بنت أبو حسين
متتلخبطوش
تعالو البلوج الرسمى وانتم هاتفهموا
صباحو بتنجان

tamer afify said...

احساسك ده بمريم هوه قمة الطهر

تحياتي

بلال حســــنى said...
This comment has been removed by the author.
كائن العزلة الكئيب said...

جميلة أخر حاجة
بجد الجملة الفينالة تحفة
فى جرأة واضحة فى اللعب بتقنيات الكتابة من أول العنوان الصريح لحد النهاية العبقرية بتوجيه الخطاب لمريم حتى التبس الأمر بين واقعية الحدث و انطلاق المتخيل كما حدث مع سيزيف

بياترتس said...

@yahoo.comانتى نمتى يابنتى ولا ايه