كنت في الثامنة تقريبا، وكنا في الشارع أمام المنزل نجلس نساء وفتيات من ثلاثة بيوت
من عائلة واحدة نلعب لعبة لا أتذكرها، لكن كل ما أتذكره أنه في لحظة سألتنا الخالة الأكبر
عمرا بين الجميع ماذا تريد كل منكن أن تكون عندما تكبر، أم ستتزوجن وتمكثن في المنزل؟
:ضحكت بنات عمي، بينما وقفت أنا على أصابعي الصغيرة في تنورة لا أتذكر لونها، وقلت
أريد أن أصير باليرينا، قالت الخالة: يعني إيه؟ قلت: يعني أرقص باليه، قالت: طيب فرجينا
.درت في خطوات سريعة أقلد مشاهد رأيتها مرارا على التليفزيون ثم ضحكن علي، فجلست
تلك الذكرى لا تمحى، لم يضايقني ضحكهن، لكني تخليت عن حلمي الوحيد الذي لم أحلم غيره
فلم يكن ليسمح أبي لابنته في قرية صغيرة بتعلم الباليه ولا الرقص، عامين بعدها منعني من
.ارتداء البنطلون والتنانير القصيرة وركوب الدراجة ووضع على رأسي حجاب أبيض قبيح
أحببت وتزوجت ولم أمكث بالبيت مثلهن وصارت لي مساحات للثورة والكتابة والفن والسفر
لكن كلما تصادف وذكر أصدقائي أحلامهم الصغيرة، تذكرت البنت التي كانت تقلد حركات
الباليه في شارع في قرية صغيرة أبعد ما تكون عن دار الأوبرا والمسارح، وحزنت، ربما لو
كان حلمي تحقق كنت أصبح باليرينا جميلة بأجنحة فراشة ملونة تدور حول العالم وتعلق روحها
.في السماء
No comments:
Post a Comment