كنت أظن الأمر عادياً للغاية
لم أعرف أنه بالغ الصعوبة هكذا
إلا بعدما وضعوا حائط زجاجي بيننا
لا تريني منه، وأرى أنا ما يحدث بك
قلبي مفتت وهش
يتساقط الحليب منه نقطة نقطة تبحث عنك
نقطة نقطة كماء من نار
يحرقني كلما لم يجدك
تصيبني الحمى والوجع، ويقولون الدواء يطيب كل
شيء
أنتِ فقط تطيبين كل شيء
أنظر من خلف الزجاج لأجدك تجلسين حزينة دون
بكاء
الدموع تقف على الحاجز السفلي لعينيك لتقول
كل شيء
ماما هنا
تسمعين صوتي فتذهبين لباب الخروج
وتعودين لكرة صغيرة تلقيها لك الجدة لتشغلك
ماما هنا لكن يقولون يجب أن نصمد كي تكبرين
أسرع
أخبرهم لا يهم
سأقاوم وأعلقها على صدري وأنا أحضر الطعام
سأنجز عملي المتراكم وهي فوق رأسي تضحك
اه الضحك، يومان لم أسمع الضحكة المذهلة
أغرس السكين بقلبي وأقول ربما هم على حق
ربما يجب أن نقسو على أنفسنا كي نصبح أفضل
ستنمو أسرع وتكبر.. يقولون لي!
أحاول أن أصدقهم وأنا أنتظرك
بعيدة عن حضني لأول مرة منذ خرجتِ من بطني
للعالم
تقول أمي يوماً آخر حتى تنسى
أسألها، تنساني؟
تقول أمى فقط تنسى التعلق بك
أخاف أكثر
جبيني صهد وصدري يؤلمني كجمر أحمر على جلدي
وأنتظر لحظة اللقاء.. تماماً كيوم خرجت مني
للعالم
No comments:
Post a Comment